ثبت أن أحد مصادر قوة دونالد ترامب في بناء إمبراطوريته الاستثمارية وصنع علامته التجارية الفاخرة حول العالم هو ولعه بالتفاصيل، لكن بعدما انتخب رئيسا للولايات المتحدة حذر مؤرخون رئاسيون من أن هذه الميزة قد تتحول إلى عبء، وربما تصبح أحد أكبر تحدياته كرئيس.
وكشفت مقابلات مع عدد من المطلعين على أسلوب إدارة ترامب لمشروعاته، عن أن الرئيس المنتخب شديد التدقيق ويهتم بالتفاصيل في مشروعاته العقارية وداخل إمبراطوريته الاستثمارية، وهو ما يمكن أن يكون سر نجاحه في هذا المجال.
وقال ترامب في يونيو/حزيران، معلقا على تطوير فندق في واشنطن "إنني مهتم للغاية بالتفاصيل، لقد شاركت في تصميم المبنى، واختيار مساحات الغرف والمداخل والبهو والرخام والحمامات والبارات وغيرها كثيرا".
وأعلن ترامب، يوم الأربعاء، أنه سيترك مشروعاته "كلها" كي يتسنى له التركيز في مهام الرئاسة، لكن أولئك الذين عملوا معه يقولون إن عادة الانغماس في التفاصيل التي اكتسبها على مدى عقود وطوال حياته قد يصعب عليه التخلي عنها.
وسيتيح ذلك لمنتقديه سلاحا جاهزا للهجوم عليه، واتهامه بأن قراراته كرئيس ستكون مدفوعة بمصالحه الخاصة.
وقال موظف سابق في مؤسسة ترامب، عمل مع الرئيس المنتخب عن قرب، إنه لا يعتقد أن ترامب سيدير ظهره لشركته بعدما أمضى عقودا في تأسيسها، وقال الموظف السابق "لا أتصور أنه سيتنحى جانبا من أجل الرئاسة".
وحتى إذا نجح في الفصل بين مهامه القديمة ومنصبه الجديد، فسيحتاج للحذر من الاستغراق في التفاصيل البيروقراطية الدقيقة.
وقال روس بيكر، بروفيسور العلوم السياسية في جامعة روتجرز، إن عليه توخي الحذر من تكرار نموذج الرئيس السابق جيمي كارتر، وهو رئيس آخر شديد التدقيق في التفاصيل أمضى شهوره الأولى في الرئاسة وهو يدقق في جدول لعب التنس بالبيت الأبيض.
وقال ريك جيري، البروفيسور في العلوم السياسية في جامعة دايتون بولاية أوهايو، إن المدراء شديدي التدقيق في التفاصيل لا يكونون رؤساء ناجحين، وأوضح أنه من أجل تحقيق النجاح ينبغي على الرئيس إسناد السلطة لأعضاء الحكومة، والاعتماد على عدد كبير من أصحاب الخبرات.
وقال ترامب إنه سينقل إدارة مؤسسة ترامب إلى أبنائه الـ3 البالغين، الذين يشاركون بالفعل في إدارة مشروعاته العقارية حول العالم.
وقالت هوب هيكس، المتحدثة باسم ترامب، إن الرئيس المنتخب "يهتم بالتفاصيل بشكل لا يصدق كغيره من المطورين (العقاريين).. وهو أمر يتصف به أبناؤه أيضا".